الرياض، 18 ديسمبر 2024 – كشفت الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) عن أداة تقييم ذاتي رائدة مصممة لتقييم الامتثال الأخلاقي في تطوير الذكاء الاصطناعي. (AI). تُجسد هذه الأداة الجديدة، المتاحة من خلال منصة الحوكمة الوطنية للبيانات، التزام المملكة العربية السعودية بأن تكون في طليعة تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي الآمنة والمسؤولة. مع التركيز الواضح على التوافق مع المعايير العالمية لحقوق الإنسان والمبادئ الأخلاقية التي أوصت بها اليونسكو، يوفر الأداة حلاً شاملاً للمنظمات لقياس وتعزيز التزامها بإرشادات الأخلاق المعمول بها في مجال الذكاء الاصطناعي.
إطلاق هذه الأداة يبرز التزام المملكة بتحقيق الأهداف المحددة في رؤية السعودية 2030، لا سيما في تعزيز الاقتصاد القائم على المعرفة المدفوع بالابتكار والمسؤولية والمساءلة. من خلال تمكين المنظمات من تقييم وتحسين نضج أخلاقيات الذكاء الاصطناعي لديها، يتم وضع الأداة كعامل محفز لتشجيع الاستثمار، ودفع النمو الاقتصادي، وتعزيز المعايير الأخلاقية العامة في تطوير الذكاء الاصطناعي.
تُعد هذه المبادرة مورداً حيوياً لمجموعة متنوعة من أصحاب المصلحة، بما في ذلك الوكالات الحكومية، والكيانات الخاصة، والمطورين المستقلين للذكاء الاصطناعي. توفر أداة التقييم الذاتي إطارًا منظمًا لتقييم مدى توافق منتجات وخدمات الذكاء الاصطناعي مع المبادئ الأخلاقية، مما يمنح المنظمات فرصة لفهم ممارساتها بشكل أفضل وإجراء التعديلات اللازمة لضمان تطوير الذكاء الاصطناعي بشكل مسؤول.
في جوهر إطار العمل للأداة توجد 81 سؤالًا رئيسيًا تم تصميمها بدقة لتتوافق مع المعايير العالمية للذكاء الاصطناعي الأخلاقي. تقوم هذه الأسئلة بتقييم الامتثال لسبعة مبادئ أخلاقية أساسية: العدالة، الخصوصية والأمان، الموثوقية والسلامة، الشفافية والقدرة على التفسير، المساءلة والمسؤولية، الإنسانية، والفوائد الاجتماعية والبيئية. من خلال الرد على هذه الأسئلة باستخدام مقياس تقييم بسيط من 1 إلى 5، تقوم المنظمات بإنشاء تقارير مفصلة لا تبرز فقط نقاط القوة بل تحدد أيضًا مجالات التحسين.
المبادئ المدمجة في الأداة مصممة لتحقيق التوازن بين الابتكار والمسؤولية، مما يضمن تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي بطريقة تحمي حقوق الأفراد، وتعزز الرفاهية المجتمعية، وتتوافق مع القيم الإنسانية. التركيز الأساسي في التقييم هو العدالة، لضمان أن تمنع تطبيقات الذكاء الاصطناعي التحيز والتمييز بينما تعزز الفرص المتكافئة للجميع. كما يركز الإطار على أهمية الخصوصية والأمان، مشددًا على ضرورة حماية البيانات الحساسة وضمان سلامة أنظمة الذكاء الاصطناعي.
بالإضافة إلى الخصوصية والعدالة، يولي الأداة أهمية كبيرة للشفافية والقدرة على التفسير. من خلال تعزيز الشفافية في عمليات الذكاء الاصطناعي، يسعى الإطار إلى جعل الخوارزميات المعقدة وعمليات اتخاذ القرار أكثر وصولاً وفهماً لجميع أصحاب المصلحة، مما يسمح بمزيد من المساءلة في نشر تقنيات الذكاء الاصطناعي. تُعزَّز المساءلة بشكل أكبر من خلال إنشاء آليات واضحة لتتبع تنفيذ الذكاء الاصطناعي واتخاذ القرارات، مما يضمن أن تظل المنظمات مسؤولة عن الآثار الأخلاقية لتطبيقات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها.
توفر هذه الأداة للتقييم الذاتي نهجًا ديناميكيًا وتكراريًا للامتثال لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي. يُشجع على استخدام الأداة عدة مرات لتقييم وتعزيز نضج الذكاء الاصطناعي بشكل مستمر. تسمح هذه التقييمات المستمرة بنهج مرن وتكيفي لتطوير الذكاء الاصطناعي الأخلاقي، مما يمكن المنظمات من البقاء متماشية مع الاتجاهات التكنولوجية الناشئة والمعايير الأخلاقية المتطورة.
في النهاية، يمثل إدخال أداة التقييم الذاتي هذه من قبل SDAIA خطوة مهمة نحو تأسيس المملكة العربية السعودية كقائد عالمي في تطوير الذكاء الاصطناعي الأخلاقي. من خلال تزويد المنظمات بالموارد اللازمة لتطوير وتنفيذ الذكاء الاصطناعي بطريقة تعكس أعلى معايير المسؤولية والعدالة والشفافية، تضمن المملكة أن تزدهر صناعتها للذكاء الاصطناعي بطريقة تفيد كل من الابتكار والمجتمع بشكل عام. من خلال هذه المبادرة، تضع المملكة العربية السعودية مثالًا قويًا للعالم حول كيفية التنقل في تعقيدات تطوير الذكاء الاصطناعي مع البقاء ملتزمة بالمبادئ الأخلاقية.