الأدوات التقليدية المعروضة: يعرض جناح هيئة التراث في مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل أداتين تقليديتين رئيسيتين، الشداد (هيكل خشبي يستخدم ككرسي للرعاة وحامل للأحزمة) والجائد. (tanned leather covering for Al-shaddad, offering protection from the sun and cold).
السياهد، 26 ديسمبر 2024 – في مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل الجاري، أقامت الهيئة العامة للتراث جناحًا مخصصًا لعرض الأدوات التقليدية الرئيسية التي كانت أساسية في تفاعل العرب مع الإبل على مر التاريخ. من بين القطع الأثرية المعروضة هناك عنصران مهمان: الشداد والجائد، وكلاهما يلعبان دورًا حيويًا في الحياة اليومية لمربي الإبل، وهما غنيان بالأهمية التاريخية والثقافية.
الشدداد هو هيكل خشبي يوضع على سنام الجمل، ويستخدم تقليديًا كمقعد للرعاة. هذه الأداة ليست مجرد مقعد بسيط، بل هي أيضًا قطعة معدات وظيفية، تعمل كحامل للأحزمة وحقبتين من الصوف المربوطتين، اللتين كانتا أساسيتين لنقل المؤن خلال الرحلات الطويلة عبر الصحراء. يعكس تصميمه البراعة والعملية التي كانت حاسمة في الحياة البدوية، مما يسمح للرعاة بالسفر براحة وكفاءة مع جمالهم.
أما الجائد، فيشير إلى قطعة مصنوعة خصيصًا من الجلد المدبوغ، المنزوع الشعر، التي تُستخدم لتغطية الشداد. يعمل هذا الغلاف الجلدي كوظيفة واقية، حيث يحمي الراعي من الظروف القاسية للصحراء—سواء من حرارة الشمس الشديدة أو برودة ليالي الصحراء الباردة. الجائد أيضًا يتميز بألوانه الزاهية ونقوشه المعقدة، مع حواف مزخرفة بأهداب رقيقة، مما يعكس الحرفية والفن الرفيع للأجيال السابقة. الجلد لا يوفر الحماية العملية فحسب، بل يرمز أيضًا إلى التراث الثقافي الغني للمنطقة، مدمجًا بين الوظيفة والجمال الجمالي.
يوفر جناح هيئة التراث فرصة فريدة للزوار للتعرف على هذه الأدوات التاريخية الهامة، مسلطًا الضوء على دورها الأساسي في العلاقة بين العرب وجمالهم. من خلال الحفاظ على هذه القطع الأثرية وعرضها، يلعب مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل دورًا مهمًا في توعية الجمهور بالصلة الدائمة بين الإبل والهوية الثقافية للأمة. يوفر هذا المعرض لمحة عن أساليب الحياة التقليدية التي تشكلت بفعل الجمل، وهو شخصية مركزية في التاريخ العربي، ويعزز أهمية الحفاظ على هذه التقاليد الثقافية للأجيال القادمة.
من خلال التزامها بالحفاظ على هذا التراث، يعزز المهرجان فهمًا أعمق للأهمية التاريخية والثقافية للجمال في العالم العربي. لا يحتفل المعرض فقط بعبقرية وحرفية الماضي، بل يذكّر أيضًا بالعلاقة المستمرة بين الناس وبيئتهم، حيث تظل الجمل رمزًا للبقاء والتقاليد والهوية.