الرباط، 16 يناير 2025 – بدأت اليوم في الرباط، المغرب، الدورة الرابعة والعشرون لمؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في العالم العربي، بمشاركة أصحاب المصلحة الرئيسيين من المنطقة العربية، بما في ذلك وزراء الثقافة وممثلو المنظمات الإقليمية والدولية. عُقدت تحت شعار "الصناعات الثقافية والإبداعية: تحديات التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي"، وركزت المؤتمر على الدور المتطور للصناعات الثقافية في العصر الرقمي والتأثير المحتمل للذكاء الاصطناعي على القطاع الإبداعي.
أكدت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر على التراث الثقافي الغني والأصول الإبداعية للعالم العربي، مشددة على ضرورة استغلال هذه الموارد بشكل استراتيجي لتعزيز التنمية الاقتصادية في جميع أنحاء المنطقة. تم الاعتراف بالتحول الرقمي والنفوذ المتزايد للذكاء الاصطناعي كأدوات محورية لتحديث الصناعات الثقافية، وتوسيع نطاقها العالمي، وتعزيز قدرتها التنافسية على الساحة الدولية. تناولت المناقشات دمج التقنيات المتطورة في القطاعات الثقافية والإبداعية، مع التركيز على كيفية تحقيق التوازن بين التحديث والحفاظ على القيم التقليدية والهويات الثقافية.
أحد الأهداف الرئيسية للمؤتمر كان وضع خطة مستقبلية للتنمية المستدامة للصناعات الثقافية في الدول العربية. مراجعة واعتماد توصيات اللجنة الدائمة للثقافة العربية كانت جزءًا مهمًا من جدول الأعمال، مما يمهد الطريق لاستراتيجيات قابلة للتنفيذ يمكن أن تعيد تشكيل مستقبل المشهد الثقافي في العالم العربي. علاوة على ذلك، تم مناقشة الدورة الخامسة والعشرين من المؤتمر، مع اتخاذ الترتيبات اللازمة لضمان نجاحها واستمرار أهميتها في تعزيز الحوار والتبادل الثقافي.
كجزء من المناقشات، كان هناك تركيز قوي على تبني أفضل الممارسات العالمية في مجالات الثقافة والإبداع. من خلال القيام بذلك، تهدف الدول العربية إلى دفع الابتكار وخلق فرص للنمو الاقتصادي، مما يضع الصناعات الثقافية كلاعبين رئيسيين في تنمية المنطقة. في الوقت نفسه، كان هناك التزام مشترك بحماية وتعزيز التراث الثقافي العربي، لضمان استمرار هذا الإرث الغني في الازدهار وسط التغيرات التي أحدثتها التقدمات التكنولوجية.
من المتوقع أن تولد المؤتمر استراتيجيات ملموسة ستضع الثقافة العربية ليس فقط كجزء لا يتجزأ من التنمية المستدامة ولكن أيضًا كقوة رائدة في التبادل الثقافي العالمي. ستكون الرؤى التي تم جمعها خلال الجلسة حاسمة في صياغة السياسات التي تدعم الابتكار الثقافي والنمو الاقتصادي والحفاظ على التراث، مما يضمن بقاء العالم العربي في طليعة الصناعات الثقافية والإبداعية العالمية.
من خلال تبني التحول الرقمي والفرص التي تقدمها الذكاء الاصطناعي، يسعى العالم العربي إلى إعادة تعريف قطاعاته الثقافية والإبداعية، مما يجعلها أكثر ديناميكية وابتكارًا وتأثيرًا عالميًا. نتيجة هذه الجلسة تعد بتشكيل مستقبل الثقافة العربية للأجيال القادمة، مما يجعلها محركًا قويًا للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في جميع أنحاء المنطقة.