الرياض، 29 يناير 2025 – أكد خالد بن عبدالله البكر، الرئيس التنفيذي لبرنامج جودة الحياة، مؤخرًا على الأهمية العميقة لمشروع درب الهجرة النبوية وفعالية "على درب النبي"، والتي من المقرر أن تقدم تجربة استثنائية وغامرة تحافظ على التراث الإسلامي والعربي والوطني للمملكة العربية السعودية وتحتفي به. تتوافق المبادرة بشكل وثيق مع الأهداف الطموحة لرؤية السعودية 2030، التي تهدف إلى تعزيز الهوية الإسلامية للمملكة وتعزيز الوعي الثقافي بشكل أكبر على الصعيدين المحلي والدولي.
مسار الهجرة النبوية هو مشروع رائد يركز على ترميم وتطوير المواقع التاريخية الرئيسية التي تتبع المسارات الدقيقة التي اتخذها النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) خلال هجرته من مكة إلى المدينة. هذه الهجرة، التي تُعد واحدة من أهم الأحداث في التاريخ الإسلامي، تُعتبر فصلًا محوريًا في تطور الدين. أوضح البكر أن المشروع سيعيد إحياء هذه المواقع المقدسة، مما يجعلها جاهزة لتقديم تجربة شاملة وسلسة للزوار. من خلال تحسين الوصول إلى هذه المعالم، تهدف المبادرة إلى تعزيز ارتباط أعمق بين الزوار والتراث الإسلامي الغني الذي يميز المملكة.
أضاف الباكر أن المشروع مصمم كـ "سرد حي"، يقدم تجربة تفاعلية تروي أحداث الهجرة بطريقة جذابة وتعليمية. سوف يجسر هذا النهج السردي الفجوة بين الماضي والحاضر، مما يسمح للأجيال الحالية والمستقبلية بالاتصال بالقيم والتقاليد والمعاني الروحية الدائمة للهجرة. من خلال هذا المشروع، لن يتعلم الزوار فقط عن الجوانب التاريخية للهجرة، بل سيكتسبون أيضًا تقديرًا عميقًا لتأثيرها الدائم على الدين الإسلامي وعلى العالم العربي والإسلامي بشكل عام.
لقد حظي مشروع درب الهجرة النبوية بدعم واسع من مختلف الجهات الحكومية، التي تعمل معًا لضمان تنفيذه بنجاح. تشمل الجهات الرئيسية المعنية محافظتي المدينة ومكة، ووزارة السياحة، وبرنامج تجربة الحجاج، والهيئة الملكية لتطوير المدينة المنورة، والهيئة العامة للترفيه، والهيئة السعودية للسياحة. تُظهر هذه الجهود التعاونية التزام المملكة بتعزيز السياحة الثقافية والحفاظ على تراثها الإسلامي الغني، مع توفير تجربة زائر عالمية المستوى.
كجزء من المبادرة الأوسع، سيقدم حدث "على درب النبي" سلسلة من التجارب التذكارية والتعليمية على طول طريق الهجرة. سيسمح الحدث للمشاركين بالسير على خطى النبي، وزيارة المعالم التاريخية وإعادة تجسيد اللحظات الرئيسية للهجرة، التي تحمل أهمية دينية وتاريخية كبيرة للمسلمين في جميع أنحاء العالم. تم تصميم هذه التجربة الغامرة ليس فقط لتسليط الضوء على السياق التاريخي للحدث، بل أيضًا لتأكيد دروسه الروحية والأخلاقية، مما يساعد الزوار على الارتباط بعمق بإيمانهم والقيم التي يمثلها.
مشروع درب الهجرة النبوية والحدث المرتبط به هما جزء لا يتجزأ من جهود المملكة العربية السعودية الأوسع لتعزيز عروضها في السياحة الثقافية، مما يعزز الفهم الأعمق لتاريخ المملكة الإسلامي بينما يعزز الفخر والهوية الوطنية. من خلال تطوير هذه المعالم التاريخية الرئيسية وضمان وصولها للزوار من جميع أنحاء العالم، تحافظ المملكة العربية السعودية على تراثها الإسلامي للأجيال القادمة، بينما تقدم أيضًا تجربة فريدة وغنية لأولئك الذين يسعون لاستكشاف الجذور الروحية والتاريخية للمنطقة.
المبادرة على وشك أن تصبح مشروعًا ثقافيًا بارزًا، تجسد روح رؤية السعودية 2030 من خلال دمج الحفاظ على التراث مع السياحة الحديثة والوعي الثقافي. إنها تشهد على التزام المملكة بإبراز هويتها الإسلامية والمساهمة في المشهد الثقافي العالمي. من خلال درب الهجرة النبوية، لا تحافظ المملكة العربية السعودية على تراثها فحسب، بل تقدم أيضًا للعالم فرصة فريدة لتجربة الرحلة الخالدة التي شكلت أسس الإسلام.