شكلت الهيئة الملكية لمحافظة العلا (RCU) شراكة استراتيجية مع المملكة المتحدة، تركز على مجالات مثل الثقافة والإعلام والتراث والسياحة، تماشياً مع رؤية السعودية 2030. تهدف هذه الشراكة إلى تعزيز التعاون، وتبادل المعرفة، وتقوية الروابط الاقتصادية والثقافية بين البلدين.
العلا، 12 ديسمبر 2024 – في خطوة هامة لتعزيز الروابط الثقافية المتبادلة وخلق فرص جديدة عبر عدة قطاعات رئيسية، كشفت الهيئة الملكية لمحافظة العلا (RCU) عن شراكة استراتيجية مع المملكة المتحدة. تهدف هذه المبادرة إلى تعميق التعاون بين البلدين في مجالات الثقافة والإعلام والرياضة والتراث والسياحة، تماشياً مع رؤية السعودية 2030. تسلط الشراكة الضوء على تعاون ثلاثي الأطراف يشمل الهيئة الملكية لمحافظة العلا، ووزارة الثقافة والإعلام والرياضة البريطانية، ووزارة الأعمال والتجارة، مما يبرز التزام المملكة بتنويع اقتصادها وتعزيز التعاون الدولي.
ستركز الشراكة الجديدة على تعزيز مجالات مختلفة مثل السياحة والضيافة والحفاظ على الثقافة والفنون، مما يوفر فرصًا كبيرة لتبادل المعرفة والنمو المتبادل. جزء أساسي من هذا التعاون هو توسيع المشهد التعليمي والثقافي في العلا. ستشهد الشراكة مشاركة أكثر من 42 مؤسسة لتقديم برامج تدريب مهني ستزود مجتمع العلا بالمهارات اللازمة للازدهار في قطاعات متنوعة. تهدف هذه البرامج إلى تعزيز قدرات القوى العاملة المحلية، مما يمكنها من لعب دور أساسي في تنمية المنطقة.
بالإضافة إلى ذلك، عززت الهيئة الملكية لمحافظة العلا روابطها الدولية مع المجلس الثقافي البريطاني بمناسبة الذكرى التسعين لتأسيسه. تهدف هذه الشراكة إلى تسريع مشاركة المملكة المتحدة في العلا من خلال مبادرات متنوعة تشمل الثقافة والتدريب والبحث. في وقت سابق من هذا العام، دخلت الهيئة الملكية أيضًا في اتفاق مع الأرشيف الوطني البريطاني لتعزيز تعاونهما في مجال الحفاظ على التراث الثقافي وإدارة الأرشيفات، مما يعزز جهود المملكة لحماية وتوثيق تاريخها الغني.
ستركز الشراكة أيضًا على التجديد الشامل للعلا، وتحويلها إلى ما سيعرف بأكبر متحف حي في العالم. ستحيي هذه المبادرة وتحتفظ بالمعالم التاريخية والتقاليد الاجتماعية والمناظر الطبيعية الخلابة في شمال غرب شبه الجزيرة العربية. تهدف التعاون مع المؤسسات البريطانية إلى تعزيز تبادل ديناميكي للخبرات يضمن حماية وإحياء التراث الثقافي والتاريخي للعلا على الساحة العالمية.
عبير العكل، الرئيس التنفيذي بالإنابة للهيئة الملكية لمحافظة العلا، أكدت أن هذه الشراكة لا تعزز فقط العلاقة الطويلة الأمد بين المملكة العربية السعودية والمملكة المتحدة، بل تلعب أيضًا دورًا حيويًا في تعزيز مكانة العلا كمركز رائد للثقافة والسياحة والاستثمار. وقالت: "من خلال خلق فرص جديدة لتبادل المعرفة، ستستمر عملية تجديد العلا في اكتساب الزخم، مما يوفر آفاقًا مثيرة للمجتمع المحلي ويعزز التفاعل الثقافي الدولي."
عبر رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أيضًا عن حماسه للشراكة، مشيرًا إلى أن المملكة المتحدة ملتزمة بحماية التراث الثقافي للعلا من خلال الاستفادة من الخبرات البريطانية. وأبرز أهمية مثل هذه التعاونات في تعزيز الروابط الاقتصادية الأعمق، مما سيفتح آفاق النمو ويخلق فرصًا جديدة داخل المملكة المتحدة وعلى المستوى الدولي.
تشكل هذه الشراكة استمرارًا لشبكة التعاون الدولي المتوسعة للهيئة الملكية لمحافظة العلا، التي تشمل بالفعل الصين وفرنسا وإيطاليا. وهي تستند إلى اتفاقية عام 2022 بين وزارة الثقافة السعودية ووزارة الثقافة والإعلام والرياضة البريطانية، التي وضعت إطارًا للتعاون في مجالات مثل إدارة المتاحف، والحفاظ على المواقع التراثية، والترويج للفنون، والسينما، والموسيقى، والأدب.
من خلال هذه الشراكة الاستراتيجية مع المملكة المتحدة، تستعد العلا لمواصلة مسيرتها كوجهة ثقافية معترف بها عالميًا، مما يساهم في تحقيق الأهداف الأوسع للمملكة العربية السعودية في التنوع الاقتصادي، وتبادل الثقافات، والتنمية المستدامة تحت رؤية 2030.