الرياض، المملكة العربية السعودية – 18 يناير 2025 – عززت مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية (كاوست) بشكل كبير تعاونها مع المنظمات والشركات المحلية والدولية لتعزيز الابتكار وتسريع التقدم في تقنيات التعدين. تم تحقيق ذلك خلال المشاركة النشطة للمملكة في منتدى المعادن المستقبلية (FMF) 2025، وهو حدث نظمته وزارة الصناعة والثروة المعدنية، وعُقد في الرياض. المنتدى، الذي جمع أصحاب المصلحة الرئيسيين من قطاع التعدين والمعادن العالمي، هدف إلى معالجة التحديات الملحة التي تواجه الصناعة بينما يستكشف الفرص الناشئة للنمو على المستويين الإقليمي والدولي.
في بيان قدمته وكالة الأنباء السعودية، أكد الدكتور سعيد الشهري، نائب رئيس قطاع الطاقة والصناعة في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، الأهمية الحيوية لقطاع التعدين في سياق جهود المملكة العربية السعودية لتنويع الاقتصاد. كجزء من استراتيجية رؤية 2030، تسعى المملكة إلى وضع صناعة التعدين كركيزة أساسية للتنمية الاقتصادية. أشار الدكتور الشهري إلى أن احتياطيات المعادن في المملكة العربية السعودية قد تم إعادة تقييمها مؤخرًا بحوالي 2.5 تريليون دولار—بزيادة مذهلة بنسبة 90% عن التقدير السابق البالغ 1.3 تريليون دولار. هذا التعديل الكبير يعكس الإمكانات الهائلة لقطاع التعدين في المملكة، مما يجعله مساهمًا رئيسيًا في الاقتصاد الوطني.
خلال FMF، أبرمت KACST سلسلة من الشراكات الاستراتيجية التي تهدف إلى تعزيز الابتكار في قطاع التعدين. شملت هذه التعاونات شراكات مع وزارة الصناعة والثروة المعدنية، وبرنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية، والمسح الجيولوجي السعودي، وشركة نيوليب، وشركة خدمات التعدين السعودية (إسناد). معًا، ستعمل هذه الكيانات على إنشاء استوديو للابتكار في التعدين مصمم لجذب المواهب العالمية وتعزيز تطوير تقنيات التعدين المتقدمة. من المتوقع أن يكون هذا الاستوديو مركزًا للبحث والتطوير، مما يعزز مكانة المملكة كقائد في الابتكار في مجال التعدين.
امتدت مشاركة KACST أيضًا إلى إقامة علاقات مع الكيانات الدولية التي تركز على تطوير تقنيات التعدين. تم تشكيل شراكة ملحوظة مع المركز الكندي للتميز في ابتكار التعدين، والذي سيساعد في إدخال التقنيات الناشئة في مجالات مثل معالجة المعادن المتقدمة، والاستكشاف الذكي للمعادن، وسلامة التعدين، والاستدامة. من المتوقع أن تدفع هذه التقنيات الكفاءة والاستدامة والسلامة في قطاع التعدين، بما يتماشى مع أفضل الممارسات العالمية.
بصفته المختبر الوطني ومركز الابتكار في المملكة العربية السعودية، لعبت كاكست دورًا رئيسيًا في تنظيم منطقة التميز في التعدين في معرض FMF. تضمنت هذه المنطقة مجموعة من الشركات الدولية والتقنيات المتطورة من صناعة التعدين، مما أتاح للحضور فرصة الاطلاع المباشر على أحدث التطورات في تكنولوجيا التعدين. إن تضمين المبتكرين العالميين في هذه المنطقة يعكس التزام مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية (كاكست) بضمان بقاء المملكة في طليعة صناعة التعدين، واستغلال التقنيات الحديثة لتعزيز النمو الاقتصادي وضمان استدامة مواردها المعدنية.
الشراكات المحسّنة والتعاونات الاستراتيجية التي تم تشكيلها في منتدى المعادن المستقبلية تشير إلى عزم المملكة العربية السعودية على تحويل قطاع التعدين لديها إلى قوة عالمية. من خلال جذب المواهب العالمية، وتعزيز التقدم التكنولوجي، وتنفيذ الممارسات المستدامة، تلعب مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية وشركاؤها دورًا محوريًا في تحقيق أهداف رؤية 2030. المبادرات التي نوقشت في FMF لن تعزز فقط قدرات التعدين في المملكة، بل ستساهم أيضًا في الهدف الأوسع المتمثل في تنويع اقتصادها وتحقيق الاستقرار الاقتصادي على المدى الطويل.
