الباحة، 5 يناير 2025 – تعتبر حرفة السعف، تقليدًا قديمًا في منطقة الباحة، وتحمل قيمة ثقافية كبيرة، خاصة بين النساء، اللاتي أبدعن في فن تحويل المواد الطبيعية إلى عناصر وظيفية وجميلة من الناحية الجمالية. هذه الحرفة المعقدة متجذرة بعمق في التراث الحرفي للمنطقة، حيث تنتج مجموعة واسعة من الأشياء المصنوعة يدويًا مثل السلال، والحقائب، والأغطية، والأثاث. لا تقتصر الحرفة على كونها وسيلة لدعم الحرفيين المحليين اقتصاديًا فحسب، بل تعد أيضًا وسيلة رئيسية للحفاظ على الممارسات الثقافية القديمة في الباحة وتعزيزها.
الحرفية عهود الغامدي، وهي شخصية بارزة في مجتمع الحرف، شاركت أفكارها مع وكالة الأنباء السعودية، موضحة أن الحرف اليدوية تستخدم بشكل أساسي سعف النخيل—الذي يتم جمعه من أشجار النخيل الوفيرة في المنطقة. تخضع هذه السعف لعملية دقيقة: يتم جمعها وتجفيفها ومعالجتها لتحضيرها للنسيج. الحرفيون المهرة مثل الغامدي يطبقون تقنيات التجديل والنسيج المعقدة، وينقلون حرفتهم عبر الأجيال. النتائج هي قطع تتجاوز مجرد الفائدة، حيث تقدم تصاميم معقدة تجسد الهوية الثقافية الغنية للمنطقة.
في السنوات الأخيرة، حازت الحرف المصنوعة من الخيزران على اهتمام ليس فقط لجمالها وأهميتها الثقافية ولكن أيضًا لفوائدها البيئية. مع تزايد الوعي البيئي في المجتمع، ظهرت منتجات سعف النخيل كبدائل صديقة للبيئة للأدوات البلاستيكية. تعدد استخدامات الحرف السعفية جعلها خيارًا جذابًا للهدايا التذكارية، مما يتيح للسياح أخذ قطعة من التراث السعودي إلى منازلهم. بالإضافة إلى ذلك، فقد وجدت هذه الحرف التقليدية مكانًا لها في الموضة الحديثة، حيث يتم دمجها في الحقائب والإكسسوارات الأنيقة، مما يضيف لمسة طبيعية ومستدامة إلى التصاميم المعاصرة.
أهمية هذه الحرف قد تم الاعتراف بها رسميًا من قبل الحكومة السعودية، التي أعلنت عام 2025 عامًا للحرف اليدوية. يهدف هذا التعيين إلى تسليط الضوء على الاحتفاء بالأهمية المستمرة للحرف اليدوية في المشهد الثقافي للمملكة العربية السعودية. لا تكرّم هذه المبادرة القيمة الفنية والثقافية لهذه الكنوز اليدوية فحسب، بل تعترف أيضًا بالمواهب الاستثنائية للحرفيين السعوديين الذين يواصلون الابتكار مع الحفاظ على جذور تقاليدهم. مع انطلاق عام الحرف اليدوية، تُعد حرفة السلال في المنطقة رمزًا للارتباط العميق للمملكة بماضيها والتزامها بالحفاظ على الفنون للأجيال القادمة.