حائل، المملكة العربية السعودية، 8 يناير 2025 – أسرت مهرجان الحرف اليدوية (حرفة) في حائل الزوار مرة أخرى بعرضه للحرف التقليدية، مما لفت الانتباه إلى التراث الثقافي الغني للمنطقة. أحد أبرز معالم مهرجان هذا العام هو جناح الأبواب الخشبية والنقوش الجصية، الذي أصبح وجهة شعبية لكل من الزوار المحليين والدوليين الذين يتوقون لاستكشاف الحرفية المعقدة وراء هذه الأشكال الفنية الخالدة. يوفر الجناح لمحة فريدة عن الفن والدقة في التفاصيل التي ميزت التقاليد المعمارية والزخرفية في حائل ومنطقة نجد الأوسع لقرون.
الحرفي عبد الله الخزام، الحرفي الماهر المتخصص في الأعمال الخشبية التقليدية، شارك مع وكالة الأنباء السعودية العملية الدقيقة المتبعة في إنشاء هذه القطع الرائعة. وأوضح أن الأبواب الخشبية المعروضة، والتي تعد العديد منها نسخًا متماثلة للأبواب المميزة الموجودة في البيوت القديمة في حائل، مصنوعة من شجر الأثل وأخشاب محلية أخرى. يتطلب إنتاج هذه الأبواب درجة عالية من المهارة والدقة، حيث تشمل العملية ليس فقط النجارة ولكن أيضًا فهم الأهمية التاريخية لهذه الهياكل. أشار الخزام إلى الفروق الملحوظة بين الأبواب الخشبية الموجودة في نجد وتلك النموذجية في حائل: بينما تُصنع الأبواب النجدية تقليديًا من ثلاثة عوارض، تتميز أبواب حائل باستخدامها لأربعة عوارض، مما يعكس الطراز المعماري الفريد للمنطقة.
بالإضافة إلى الأبواب الخشبية، يضم الجناح أيضًا مجموعة رائعة من النقوش الجصية الإسلامية، التي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالبيئة المحلية والتقاليد المعمارية لمنطقة نجد. هذه النقوش المعقدة، التي كانت تُستخدم في السابق لتزيين المباني والمداخل والمجالس (غرف الاجتماعات التقليدية)، لا تزال تُعد علامة مميزة للعمارة النجدية. تُظهر النقوش مجموعة واسعة من الزخارف، بما في ذلك الأنماط الهندسية، والتصاميم الزهرية، والعناصر الخطية. بعض النقوش المعروضة مستوحاة من المجالس التاريخية في حائل، مما يمنح الزوار فرصة لتقدير النسخ المهارة للتصاميم القديمة التي كانت تزين جدران هذه الأماكن التجمعية.
جانب مثير للاهتمام بشكل خاص في الجناح هو مجموعة النسخ المقلدة للنقوش التقليدية من مجلس حائل القديم، التي جذبت اهتماماً كبيراً من زوار المهرجان. العديد من الزوار، الذين أسرهم جمال وأهمية هذه الأعمال الفنية الثقافية، أعربوا عن رغبتهم في اقتناء قطع مماثلة لتزيين منازلهم. لا تُعتبر هذه النقوش مجرد أشكال من الزخرفة فحسب، بل تُعتبر أيضًا تمثيلات قيمة للتراث، تعكس الإرث الثقافي الغني للمنطقة. تشمل الأعمال الفنية تصاميم متنوعة، تتراوح بين الآيات القرآنية والأمثال إلى تصوير النباتات والأشجار والعناصر الطبيعية الأخرى، وكلها تضيف طبقات من المعنى والسياق للعمل.
يسلط الجناح الضوء أيضًا على الرسوم والنقوش التي كانت تزين جدران المنازل الطينية القديمة في حائل. كانت هذه الأعمال الفنية التقليدية أكثر من مجرد زينة؛ فقد حملت معاني ثقافية وروحية كبيرة، حيث تميزت العديد منها بآيات قرآنية أو أقوال إسلامية تعكس إيمان وقيم المجتمع. الأنماط الزخرفية المعقدة والرموز الموجودة في هذه النقوش توفر نظرة رائعة على التطور الفني والثقافي للمنطقة على مر القرون. يعرض الجناح هذه الأعمال التقليدية كتذكير مهم بالجذور الثقافية العميقة المتجذرة في تاريخ العمارة في حائل، فضلاً عن التزام المنطقة المستمر بالحفاظ على هذه الجوانب الحيوية من تراثها.
بينما يستكشف الزوار من مختلف أنحاء المملكة العربية السعودية وخارجها الجناح، تواصل مهرجان الحرف اليدوية (حرفة) لعب دور محوري في الاحتفاء والترويج للتقاليد الحرفية الغنية في المملكة العربية السعودية. يوفر المهرجان فرصة نادرة للتفاعل مع الحرف التي شكلت تاريخ المملكة، كما يوفر منصة للحرفيين المهرة مثل عبد الله الخزام لمشاركة خبراتهم ومعارفهم مع جمهور أوسع. من خلال فعاليات مثل هذه، لا تحافظ المملكة على تراثها الثقافي فحسب، بل تعزز أيضًا التقدير للجمال الخالد والحرفية التي تواصل تعريف هويتها الفنية.
