نجران، 13 يناير 2025 – لا يزال خنجر الجنبية، وهو رمز ثقافي عزيز في نجران، يحمل أهمية عميقة كتمثيل لتراث المنطقة الغني والفخر الدائم. مرورًا عبر الأجيال، فإن الجنبية ليست مجرد أداة أو سلاح، بل تجسيد للأصالة والتقاليد، تعكس القيم والحرفية التي تحدد المجتمع المحلي. تلعب دورًا أساسيًا في الحياة اليومية والنسيج الاجتماعي في نجران، محافظة على أهميتها كأثر ثقافي ورمز للهوية الإقليمية.
إنتاج هذه الخناجر الأيقونية هو صناعة تقليدية بارزة في نجران، متجذرة بعمق في الثقافة المحلية. يواصل الحرفيون المهرة في المنطقة الحفاظ على فن صناعة الخناجر القديم، حيث يصنعون شفرات مطروقة من الحديد، ومقابض مصنوعة من قرون الحيوانات، وغالبًا ما تكون مزينة بتزيينات فضية أو ذهبية معقدة. تُحفظ الخناجر في أغلفة خشبية، إما مغطاة بالجلد أو الفضة، وتُثبت بحزام جلدي لسهولة الحمل. تختلف هذه الخناجر المصنوعة يدويًا في الشكل والأسلوب، بما في ذلك التباينات المحلية المميزة، حيث تعكس كل واحدة منها الخصائص الفريدة لفن النجراني.
خلال زيارة حديثة لسوق الخناجر في حي أبا السعود، التي تزامنت مع احتفالات عام 2025 لعام الحرف اليدوية، أتيحت لمراسل وكالة الأنباء السعودية فرصة لاستكشاف هذه الحرفة الإقليمية الحيوية. السوق، الذي لطالما كان مركزًا لبيع وتقدير هذه الخناجر التقليدية، يوفر للزوار فرصة لرؤية الحرفية الدقيقة المتبعة في صنع كل قطعة. عبد الله اليامي، بائع محلي في السوق، أخذ الوقت لتسليط الضوء على أهمية هذه الحرفة، مشيرًا إلى أنه على الرغم من التقدم الحديث، فإن إنتاج الجنبية لا يزال جزءًا أساسيًا من الهوية الثقافية لنجران.
أكد اليامي أن هذه الخناجر، التي غالبًا ما تُورث كتراث عائلي، لا تُقدَّر فقط لجمالها الجمالي ولكن أيضًا لارتباطها بتاريخ وتقاليد نجران. تُقدَّر الخناجر بشكل خاص لنقوشها وزخارفها المميزة، التي تُظهر الطراز النجراوي. كل خنجر هو عمل فني فريد، يعكس اللمسة الشخصية والرؤية الفنية للصانع. مع مرور الوقت، أصبحت الجنبية رمزًا للتراث متجذرًا بعمق في حياة أهل نجران.
بصرف النظر عن قيمتها النفعية والفنية، تحتل خناجر الجنبية مكانة خاصة في التجمعات الاجتماعية والفعاليات الثقافية في نجران. سواء تم ارتداؤها كجزء من الملابس التقليدية خلال الاحتفالات أو استخدامها كرموز للهيبة في المهرجانات المحلية، تمثل هذه الخناجر رابطًا ملموسًا بالماضي وتأكيدًا فخورًا للهوية الإقليمية. يواصل الناس من جميع الأعمار في نجران تقدير هذه الخناجر بشكل كبير، حيث يرونها ليس فقط كقطع أثرية تاريخية ولكن أيضًا كعناصر أساسية في الملابس التقليدية للمناسبات الخاصة.
لذلك، فإن الجنبية ليست مجرد خنجر؛ بل هي شهادة حية على القيم والحرفية والتراث الثقافي لنجران، وتقف كتذكير فخور بتقاليد المنطقة المستمرة والحرفية التي لا تزال تزدهر في قلوب أهلها. من خلال تصميمها المعقد وأهميتها الثقافية، تظل جنبية رمزًا ثمينًا للهوية والفخر والتاريخ في نجران.
