العلا، 14 يناير 2025 – بدأ كيرياكوس ميتسوتاكيس، رئيس وزراء جمهورية اليونان، اليوم جولة في أول موقع للتراث العالمي لليونسكو في المملكة العربية السعودية، وهو موقع الحجر التاريخي في محافظة العلا. هذه الزيارة البارزة أكدت على تعميق الروابط الثقافية والدبلوماسية بين المملكة العربية السعودية واليونان، حيث استكشف ميتسوتاكيس الأهمية الأثرية الرائعة للموقع الذي يعود تاريخه إلى آلاف السنين.
استُقبل رئيس الوزراء بوفد متميز شمل الأمير سلمان بن سلطان بن عبدالعزيز، أمير منطقة المدينة المنورة؛ ماجد القصبي، وزير التجارة؛ وعمر المدني، المدير التنفيذي للهيئة الملكية لمحافظة العلا، إلى جانب عدد من كبار المسؤولين من كل من المملكة العربية السعودية واليونان. بدأت المجموعة استكشافًا شاملاً لهجرا، أحد أكثر المواقع شهرة وغنىً تاريخيًا في المملكة، والذي أُضيف إلى قائمة التراث العالمي لليونسكو في عام 2008.
من أبرز معالم الزيارة كانت جولة في قصر الفريد، وهو نصب فريد مشهور بمعماره المنحوت في الصخور. هذا القبر القديم، الذي يعود تاريخه إلى الفترة النبطية، هو واحد من أهم المواقع الأثرية في العلا، ويقدم لمحة عن الهندسة المتقدمة والتراث الثقافي للمنطقة. محطة رئيسية أخرى كانت قصر البنت، وهو موقع يعود تاريخه إلى العصور ما قبل الإسلامية، مما يوفر دليلاً إضافياً على الحضارات الغنية التي ازدهرت في المنطقة في الماضي.
كما زار الوفد جبل إثلب، وهو تشكيل طبيعي لافت يضم مسرحًا في الهواء الطلق—مثال على كيفية تنسيق السكان القدماء في المنطقة بين هندستهم المعمارية والمحيط الطبيعي الخلاب. يعد المسرح المكشوف شهادة على الممارسات الاجتماعية والثقافية المتقدمة لأولئك الذين عاشوا في المنطقة، حيث يدمج بين الوظائف والجاذبية الجمالية.
خلال الزيارة، تمكن رئيس الوزراء ووفده من مشاهدة جهود الحفظ الدقيقة التي تبذلها الهيئة الملكية لمحافظة العلا، ووزارة الثقافة، والهيئة السعودية للسياحة، الذين يعملون بلا كلل لحماية وصيانة هذه المواقع التراثية. تضمن هذه المبادرات أن تظل المواقع التاريخية القديمة والقطع الأثرية في العلا جزءًا حيويًا من التراث الإنساني العالمي، مما يجذب السياح والعلماء من جميع أنحاء العالم لاستكشاف التاريخ الغني والحضارات المتنوعة التي استوطنت المنطقة.
لم تبرز الزيارة إلى العُلا جمالها الاستثنائي وغناها الثقافي فحسب، بل أكدت أيضًا التزام المملكة العربية السعودية بالحفاظ على تراثها وتعزيزه، وتعزيز التعاون الدولي في مجالات السياحة والتاريخ والثقافة. قدمت الجولة فهماً أعمق للجهود المستمرة للمملكة لحماية تراثها الثقافي بينما تعرض تاريخها لجمهور عالمي، مما يعيد تأكيد مكانة العلا كواحدة من أهم الوجهات الثقافية في العالم.
تأتي هذه الزيارة في إطار جهود أوسع لتعزيز الروابط بين المملكة العربية السعودية واليونان، لا سيما في مجالات التبادل الثقافي، والحفاظ على التراث، والسياحة، حيث تسعى كلا الدولتين إلى تعزيز علاقتهما من خلال الاحترام المتبادل لتاريخهما الغني.
