جازان، 31 ديسمبر 2024 – قدم ركن الحرفيين في قرية إيرث، وهو ميزة جذابة في مهرجان جازان الشتوي، للزوار فرصة نادرة للغوص في التراث الثقافي الغني للمنطقة. يقع هذا المعلم الفريد في الواجهة البحرية الخلابة لجازان، مما أتاح للزوار فرصة استكشاف الحرف التقليدية التي شكلت المنطقة لقرون. من خلال سلسلة من الأجنحة الجذابة، عرض ركن الحرفيين مهارات وفنون الحرفيين المحليين، محافظًا على تراث المهن التي تم تناقلها عبر الأجيال والاحتفاء بها.
كان لدى زوار ركن الحرفيين فرصة لمشاهدة التقنيات المعقدة وراء بعض الحرف التقليدية الأكثر شهرة في المنطقة عن كثب. صناعة الجلود والتجليد، وهي علامة بارزة في حرفية جازان، كانت مميزة بشكل بارز. أظهر الحرفيون المحليون، سواء الرجال أو النساء، خبراتهم الإبداعية في تحويل الجلود الخام إلى منتجات جلدية مصنوعة بشكل جميل. كانت هذه المنتجات الجلدية، التي تتراوح بين الحقائب والأحزمة، أكثر من مجرد أدوات وظيفية—كانت تمثيلات فنية للهوية الثقافية والبيئية للمنطقة. كل قطعة كانت تحكي قصة، تعكس بشكل معقد الموارد الطبيعية والمعالم الثقافية للمنطقة.
كما سلط المعرض الضوء على حرف تراثية أخرى كانت لفترة طويلة مركزية في اقتصاد وثقافة جازان. من بين هذه الحرف، برزت الحياكة كحرفة محترمة للغاية. تمكن الزوار من ملاحظة العملية الدقيقة لإنشاء المنسوجات، حيث استخدم الحرفيون تقنيات قديمة تم تمريرها عبر الأجيال. بالإضافة إلى ذلك، عرض الحرفيون مهاراتهم في صنع الزينة، والخياطة، والتطريز، وصنع الملابس التقليدية. هذه التعبيرات الرقيقة ولكن القوية للهوية الإقليمية لا تفتح نافذة على الماضي فحسب، بل تُظهر أيضًا حيوية الثقافة المحلية المستمرة.
بالنسبة لأولئك المهتمين بفهم أعمق لهذه الحرف، قدم ركن الحرفيين أيضًا تجربة وسائط متعددة ديناميكية. على الشاشات الكبيرة، يمكن للزوار مشاهدة عروض تفصيلية لمهن تقليدية متنوعة، مما يوفر نظرة قريبة على التقنيات والمواد المستخدمة في هذه الممارسات القديمة. تم التأكيد على استخدام الأدوات البسيطة والمواد الخام والمواد الطبيعية المستخرجة مباشرة من بيئة المنطقة، مما يظهر كيف شكلت المناظر الطبيعية المحلية وما زالت تؤثر على تقاليد الحرف اليدوية في جازان.
ركن الحرفيين هو أكثر من مجرد معرض—إنه احتفال بتاريخ المنطقة ومنصة تعليمية للحفاظ على هذه المهارات القيمة. من خلال تقديم العروض التفاعلية والعروض التثقيفية، سمح للزوار ليس فقط بالإعجاب بل أيضًا بتقدير عمق الحرفية المتضمنة في كل إبداع. هذه التجربة الثقافية وفرت فرصة لاستكشاف الروابط المعقدة بين تراث جازان وشعبها والبيئة، مع تعزيز التقدير الأكبر للحرفيين الذين يواصلون الحفاظ على هذه التقاليد في العصر الحديث.
كان ركن الحرفيين في قرية إيرث واحدًا من العديد من المعالم البارزة في مهرجان جازان الشتوي، حيث قدم تجربة ذات مغزى وغنية للزوار من جميع الأعمار. احتفل بتنوع تراث جازان الغني، معروضًا الحرف اليدوية الدائمة في المنطقة مع ضمان نقل هذه التقاليد الحيوية إلى الأجيال القادمة. من خلال هذه المبادرات، يواصل المهرجان تكريم وتعزيز التقاليد الثقافية التي تجعل جازان جزءًا فريدًا وحيويًا من التراث المتنوع للمملكة العربية السعودية.
