المدينة المنورة، 21 يناير 2025 — سوق العيون، وهو مركز نابض بالحياة ومزدحم في المدينة المنورة، أصبح بسرعة واحدًا من أكثر الوجهات شعبية في المنطقة. يقف السوق كمنصة ديناميكية لعرض مجموعة من الحرف المحلية، والحرف اليدوية التقليدية، والأطباق الإقليمية، والمنتجات الزراعية، وكلها مكملة بشكل جميل بإطلالات جبل أحد الخلابة. كونه واحدًا من أكبر الأسواق المتنقلة والمتطورة باستمرار من نوعه، يلعب سوق العيون دورًا رئيسيًا في إحياء مشروع تطوير واحة العيون. تغطي هذه المبادرة الطموحة للسوق المفتوح المنطقة التاريخية والأراضي الزراعية المحيطة، مما يخلق مساحة شاملة للمزارعين المحليين والحرفيين والبائعين للتواصل مباشرة مع المجتمع بتكاليف معقولة.
الميزة الرئيسية للسوق هي التزامه بالحفاظ على التراث الثقافي والتاريخي للمنطقة والاحتفاء به. مصمم بمواد تعكس الطابع الحضري للمدينة، يتميز السوق بأكشاك خشبية تضيف سحرًا عضويًا وريفياً إلى المكان. تُخصص الـ 60 منفذًا بشكل خاص لأهالي المدينة المنورة، بالإضافة إلى المزارعين والحرفيين المحليين، مما يتيح لهم عرض مجموعة متنوعة من المنتجات المميزة المصنوعة محليًا. لا تروج هذه الأكشاك للحرف اليدوية الغنية والإنتاج المحلي فحسب، بل تقدم أيضًا فرصة فريدة للزوار لتجربة النكهات والفنون الأصيلة للمنطقة.
يُستقبل زوار سوق العيون بأجواء حيوية تشمل تجارب تفاعلية، وعروض حية، وأنشطة مصممة للأطفال. تضيف المناظر المحيطة بجبل أحد والمزارع القريبة خلفية هادئة لصخب السوق، مما يخلق مساحة جذابة للزوار من جميع الأعمار للاستكشاف والتفاعل. يعمل السوق كل مساء، بدءًا من الساعة الرابعة مساءً، مما يجذب كل من السكان المحليين والسياح الذين يتوقون للاستمتاع بالهواء الشتوي المنعش والأجواء الدافئة والترحيبية للمكان.
تصميم السوق المدروس يدمج بنجاح بين الجماليات الحديثة والتأثيرات التقليدية. توجه المسارات المعبدة بالحجارة الزوار في المنطقة، بينما تضيف الإضاءة التقليدية المعلقة إلى الأجواء الدافئة والمبهجة للسوق. تم ترتيب الأكشاك بعناية لتتوافق مع تخصصات كل بائع، مما يضمن للمتسوقين التنقل بسهولة في السوق والعثور على ما يبحثون عنه بالضبط. تتوفر مناطق جلوس واسعة في جميع أنحاء المكان، مما يشجع الزوار على الاسترخاء والاستمتاع بتجربتهم أثناء تذوق المنتجات والأطعمة والحرف المحلية.
بصرف النظر عن دوره كسوق، فإن سوق العيون يحدث أيضًا تأثيرًا اقتصاديًا كبيرًا في المنطقة. من خلال توفير مكان لأكثر من 60 عائلة تعمل في الصناعة المنزلية، يقدم السوق فرصة لا تقدر بثمن للحرفيين والمنتجين المحليين لعرض مشاريعهم مباشرة على المجتمع، مما يولد دخلاً إضافياً وزيادة في التعرض لأعمالهم. بالإضافة إلى ذلك، السوق مسؤول عن خلق أكثر من 260 فرصة عمل للشباب المحلي، مما يساهم بشكل أكبر في التنمية الاقتصادية للمنطقة.
سوق العيون ليس مجرد مكان للتسوق بل هو أيضًا مساحة تعزز التفاعل المجتمعي والتبادل الثقافي. يتميز السوق بتشكيلة واسعة من المنتجات المحلية، تتراوح بين السلع الزراعية مثل الفواكه والخضروات الطازجة إلى مجموعة متنوعة من الأطباق الشهية. إحدى أبرز معالمه هي مجموعة التمور الرائعة التي يتميز بها، وهي عنصر أساسي في المطبخ السعودي. يستضيف السوق أيضًا أكشاكًا للطعام تقدم أطباقًا تقليدية من جميع أنحاء المملكة، مما يسمح للزوار بتذوق النكهات الإقليمية المتنوعة. بالإضافة إلى ذلك، تتوفر عدة منافذ تعليمية للأطفال، حيث يمكن للزوار الصغار تعلم المهارات العملية مثل صناعة الفخار، والزراعة الصغيرة، ونقش الحناء، ونسيج السدو. تساعد هذه الأنشطة التفاعلية في الحفاظ على التراث الثقافي للمنطقة وتعزيزه، بينما تُعلم الجيل القادم عن الحرف التقليدية.
في الختام، يُعد سوق العيون شهادة على قوة ريادة الأعمال المحلية والفخر الثقافي. لقد أصبح حجر الزاوية في مجتمع المدينة المنورة المزدهر، حيث يقدم تجربة غنية للزوار بينما يدعم الاقتصاد المحلي ويعزز الشعور بالفخر الثقافي. بفضل مزيجها المثالي من التراث والحداثة والمشاركة المجتمعية، فإن سوق العيون مرشح للبقاء جزءًا مهمًا من المشهد الثقافي للمملكة لسنوات قادمة.
