الرياض، 31 ديسمبر 2024 – في خطوة هامة لتعزيز الإبداع والابتكار في قطاع المتاحف، أعلنت هيئة المتاحف رسميًا عن فتح باب التقديم لمسابقة الواقع الافتراضي للمتاحف. تهدف هذه المبادرة الرائدة إلى دعم المواهب الشابة في إنشاء تجارب تعليمية تفاعلية ومتطورة داخل متاحف المملكة العربية السعودية، مما يعزز عروض التراث الثقافي للمملكة ويساهم في تطوير بيئة متحف مستقبلية مدفوعة بالتكنولوجيا.
كجزء من جهودها المستمرة لتعزيز التعليم والتكنولوجيا والابتكار في المتاحف، تهدف هيئة المتاحف إلى استغلال الإمكانيات التحويلية للواقع الافتراضي (VR) لإنشاء تجارب غامرة تشرك الزوار على مستوى أعمق. من خلال التركيز على تقاطع الفن والتكنولوجيا والسرد الثقافي، يسعى هذا المنافسة إلى تعزيز دور المتاحف في الحفاظ على التاريخ الغني للمملكة وعرضه، بينما يقدمونه في ضوء جديد ومثير للجماهير الحديثة.
المسابقة موجهة بشكل خاص للأفراد الذين لديهم شغف بالتكنولوجيا والثقافة. يدعو الطلاب والخريجين من مجالات متنوعة—بما في ذلك تكنولوجيا المعلومات، علوم الحاسوب، التصميم الرقمي، والفنون الجميلة—للتقديم، بالإضافة إلى المطورين والمبرمجين والفنانين المتحمسين لاستكشاف إمكانيات الواقع الافتراضي في سياق المتاحف. توجه المبادرة أيضًا دعوة إلى رواة القصص الذين يتمتعون بموهبة السرد الإبداعي لتاريخ وثقافة وحضارة مدن ومناطق السعودية، مما يتيح لهم الفرصة للمساهمة بأصواتهم الفريدة في تجارب الواقع الافتراضي التي يتم تطويرها. تُبرز هذه التنوع في مجموعة المتقدمين في المسابقة الهدف من إنشاء مشاريع تمزج بسلاسة بين الابتكار التكنولوجي والتعبير الثقافي.
تم هيكلة المسابقة لتت unfold على أربع مراحل رئيسية، مما يوفر للمشاركين إطارًا شاملاً لتطوير مهاراتهم في الواقع الافتراضي وتصميم تجارب المتاحف. المرحلة الأولى تتضمن اختيار المتدربين، حيث سيتم اختيار المرشحين المؤهلين للخضوع لبرنامج تدريب وتطوير متخصص في الواقع الافتراضي. ستزود فترة التدريب التي تستمر لأربعة أشهر المشاركين بالأدوات والمعرفة اللازمة لتحويل أفكارهم إلى واقع، مع التركيز على الجوانب التقنية لتصميم وبرمجة الواقع الافتراضي. في المراحل اللاحقة، سيعمل المشاركون على إنشاء تجارب تعليمية تفاعلية، مستلهمين من الهوية الثقافية للمملكة، والتراث، والتاريخ المحلي.
المرحلة النهائية من المسابقة ستتضمن تقييم وتحكيم المشاريع التي تم إنشاؤها. ستقوم لجنة من الخبراء بتقييم المشاركات بناءً على إبداعها وقيمتها التعليمية والابتكار التكنولوجي. سيتم تكريم الفائزين في المسابقة في حفلات توزيع الجوائز الإقليمية، احتفالاً بمساهماتهم في المشهد المتطور للمتاحف والتراث الثقافي في المملكة العربية السعودية. لن تبرز هذه الجوائز إنجازات الفائزين فحسب، بل ستلهم أيضًا الأجيال القادمة من المبدعين لاستكشاف الإمكانيات التحويلية لدمج الفن والثقافة والتكنولوجيا.
طلبات المشاركة في مسابقة الواقع الافتراضي للمتاحف مفتوحة اعتبارًا من 6 ديسمبر 2024، ويمكن للمشاركين المهتمين التسجيل من خلال الموقع الرسمي للهيئة العامة للمتاحف أو قنوات التواصل الاجتماعي الخاصة بها. تُعد هذه المبادرة جزءًا من جهد أوسع تبذله اللجنة لإلهام الشباب للمشاركة في القطاع الثقافي للبلاد، وتزويدهم بالمهارات والمنصات اللازمة للمساهمة في السمعة المتزايدة للمملكة العربية السعودية كقائد في الابتكار الثقافي والتكنولوجي.
من خلال تقديم مثل هذه المسابقة المستقبلية، تمكّن هيئة المتاحف الجيل القادم من المبدعين من تشكيل مستقبل المتاحف في المملكة العربية السعودية. يُعتبر دمج الواقع الافتراضي في تجارب المتاحف خطوة حيوية في إحياء كيفية تجربة التاريخ والثقافة، وتمثل هذه المبادرة قفزة جريئة نحو بناء قطاع متاحف حديث وتفاعلي ومعترف به عالميًا في المملكة. مع التركيز على التكنولوجيا والتعليم والحفاظ على الثقافة، تقف مسابقة الواقع الافتراضي للمتحف كدليل على رؤية لمستقبل يتم فيه الحفاظ على تراث المملكة العربية السعودية وإحيائه بطرق جديدة ومثيرة تأسر وتلهم الجماهير في جميع أنحاء العالم.