عرعر، 1 يناير 2025 – صناعة الحرف اليدوية في منطقة الحدود الشمالية تُورث تقليديًا من النساء وترتبط ارتباطًا وثيقًا بطبيعة البيئة في المنطقة. الحرف اليدوية في هذه المنطقة تعرض أشكالًا مختلفة من الفن التقليدي، وأبرزها السدو وصناعة الخيام والنسيج والحرف اليدوية المطرزة. بعض هذه القطع تتطلب استثمارًا زمنيًا كبيرًا، حيث تستغرق بعض الأعمال ما يصل إلى 10 أيام متواصلة لإكمالها. هذه الحرف اليدوية الفريدة ليست فقط شهادة على مهارة الحرفيين، بل هي أيضًا انعكاس للتراث الثقافي والطبيعي للمنطقة.
لقد اكتسبت هذه الحرف اليدوية رؤية كبيرة في الفعاليات والمهرجانات الوطنية، حيث تسجل الحرفيات النسائيات من المنطقة حضورًا لافتًا. تُقدَّر أعمالهن تقديراً عالياً داخل المنطقة وخارجها، حيث تمثل التاريخ الثقافي الغني للحدود الشمالية. السوق التقليدي في عرعر، الذي تم افتتاحه منذ أكثر من 10 سنوات، لعب دورًا مهمًا في دعم العديد من الحرفيات المسنات، وكذلك أحفادهن، من خلال توفير مساحات مخصصة لعرض منتجاتهن وحرفهن اليدوية. هذا السوق، إلى جانب قاعة الخزامى، أصبح واحدًا من أهم الوجهات التراثية في المنطقة. لا يحتفل هذا السوق بالتقاليد الثقافية فحسب، بل يقدم أيضًا للعائلات دورات متنوعة، بما في ذلك التدريب على الشراء والبيع، وتوفير المال، وحتى التسويق الإلكتروني، مما يسمح لهذه الحرف بالوصول إلى جمهور أوسع.
شاركت عدة حرفيات مع وكالة الأنباء السعودية أنهن ورثن مهاراتهن من أمهاتهن واستمررن في التقليد من خلال تمريرها إلى أحفادهن. هذا التبادل المعرفي ضروري، خاصة وأن تسويق هذه المنتجات اليدوية للناس في جميع أنحاء المنطقة يفتح فرصًا اقتصادية كبيرة للحرفيين. تم تحديد عام 2025 كـ "عام الحرف اليدوية"، وهو عام يهدف إلى الاحتفاء بالقيمة الثقافية الفريدة التي تحملها هذه الحرف اليدوية في الثقافة السعودية. تهدف هذه المبادرة أيضًا إلى عرض إبداع الحرفيين السعوديين أمام المجتمع الدولي، مما يضمن الاعتراف العالمي بهذه التقاليد الجميلة التي تعود لقرون.