نيوم، 14 ديسمبر 2024 – دخلت نيوم، المدينة الطموحة والمستدامة التي تُطوَّر في شمال غرب المملكة العربية السعودية، في اتفاقية استثمارية رائدة مع شركة GMT Robotics، إحدى الشركات الأوروبية الرائدة في مجال تكنولوجيا البناء المتقدمة. الاتفاقية، التي يقودها صندوق استثمار نيوم (NIF)، الذراع الاستثماري الاستراتيجي للمنطقة، من المقرر أن تحدث ثورة في صناعة البناء داخل نيوم من خلال دمج الروبوتات المتطورة في البرنامج الضخم للمشاريع الرأسمالية في المنطقة. تؤكد هذه الشراكة التزام نيوم بدفع حدود تقنيات البناء الحديثة والأتمتة، مما يعزز مكانتها كقائدة عالمية في التنمية المستدامة.
تهدف الشراكة إلى تسريع تنفيذ مشاريع البنية التحتية والمشاريع الحضرية في نيوم من خلال الاستفادة من التكنولوجيا الروبوتية المتخصصة لشركة GMT Robotics. تعد هذه التكنولوجيا، التي تركز بشكل أساسي على سوق حديد التسليح، بوعود كبيرة في تحسين الكفاءة والسلامة والاستدامة في قطاع البناء. ستسمح أنظمة GMT Robotics الروبوتية لتجميع وتعامل أقفاص الحديد بتقليل كبير في متطلبات القوى العاملة في الموقع—بنسبة تصل إلى 90%—من خلال التصنيع المسبق خارج الموقع. سيعزز هذا الإنتاجية، ويحسن ظروف السلامة، ويقلل التكاليف، بينما يلبي أيضًا المعايير العالية لـ NEOM للتنمية الحضرية المستدامة.
أكد ماجد مفتي، الرئيس التنفيذي لصندوق استثمار نيوم، أن الشراكة مع GMT Robotics تتماشى مع رؤية نيوم لدفع التقنيات التحويلية التي ستفتح الصناعات من الجيل التالي. قال المفتي: "من خلال توطين هذه التكنولوجيا المتقدمة، نحن نضع الأساس للتنمية المستدامة، ونخلق وظائف عالية المهارة، ونعزز نمو القطاعات القابلة للتسويق تجاريًا." أبرز أن الاستثمارات الاستراتيجية مثل هذه ضرورية لتحويل الأهداف الطموحة لنيوم إلى حلول ملموسة وعملية، مما يعزز مكانة نيوم كمركز عالمي للابتكار.
بندر عشور، رئيس قطاع التصميم والبناء في نيوم، أعرب عن هذا الشعور، مشيرًا إلى أهمية الشراكة مع الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا التي تتماشى مع الأهداف الطموحة للمدينة. قال أشعور: "ستجلب مرونة وخبرة GMT Robotics في الروبوتات الإنشائية مستويات غير مسبوقة من الكفاءة والاتساق والاستدامة للمنطقة." "ستُمهد هذه الشراكة الديناميكية الطريق لجيل جديد من الأصول المبنية في نيوم، مما يضمن مستقبلًا أكثر أمانًا واستدامة للمنطقة."
شركة GMT Robotics، التي تتخذ من كوبنهاغن مقراً لها، قد أحدثت ثورة في سوق حديد التسليح بأنظمتها الروبوتية المتقدمة للتجميع والمناولة، مما يحسن الإنتاجية مع الحفاظ على معايير السلامة الصارمة. ستقوم الشراكة بتوطين هذه التكنولوجيا من خلال إنتاج أقفاص الحديد في مصانع نيوم، وهي خطوة ستوفر أيضًا فرصًا كبيرة للمهندسين السعوديين لتطوير خبراتهم في الروبوتات وتوسيع استخدامها في تطبيقات البناء الأخرى. يمثل هذا خطوة حاسمة في دمج الرؤية التكنولوجية والاقتصادية لنيوم مع الاتجاه العالمي المتزايد نحو الأتمتة في صناعة البناء.
من المتوقع أن ينمو سوق الروبوتات في قطاع البناء العالمي، الذي بلغت قيمته 168.2 مليون دولار في عام 2022، بمعدل مذهل، ليصل إلى 774.6 مليون دولار بحلول عام 2032—نمو بنسبة تزيد عن 360% في غضون عقد من الزمن. إن التبني الواسع للروبوتات في قطاع البناء يقدم فوائد كبيرة، بما في ذلك زيادة كفاءة المهام، وتقليل التكاليف التشغيلية، وتعزيز سلامة العمال، وزيادة مرونة التصميم. من خلال الاستثمار في هذا المجال المتطور بسرعة، تضع نيوم نفسها في طليعة الثورة التكنولوجية في البناء، مما يمهد الطريق لإنشاء مدن أكثر ذكاءً وأماناً واستدامةً في المستقبل.
هذه الشراكة تمثل نقطة تحول مهمة في الاستراتيجية الأوسع لصندوق استثمار نيوم لدعم تطوير الصناعات المبتكرة داخل نيوم والمساهمة في نمو اقتصاد المملكة. من خلال تعزيز التقدم التكنولوجي، وتمكين إنشاء أعمال جديدة، وتوليد فرص العمل، سيكون لهذا التعاون تأثير عميق على اقتصاد نيوم، مما يشكل مستقبله كقائد عالمي في التنمية المستدامة.