أبها، 18 ديسمبر 2024 – أصبحت الحدائق على طول وادي عقبة الضحى في منطقة عسير، التي تربط مرتفعات أبها بساحل عسير ومنطقة جازان، وجهة نابضة بالحياة لكل من السكان المحليين والسياح، خاصة خلال فصل الشتاء. تقدم هذه الحدائق ملاذًا هادئًا مع طقس لطيف، ومناظر طبيعية خلابة، وفرصة للاستمتاع بالمأكولات المحلية التقليدية المتاحة في مجموعة من المطاعم والمقاهي. بينما تشهد المرتفعات درجات حرارة أكثر برودة، يتوجه العديد من الزوار من المدن القريبة مثل أبها، خميس مشيط، وأحد رفيدة إلى السهول بحثًا عن الدفء والاستجمام.
عملت بلدية عسير بجد لتحسين تجربة الزوار، خاصة خلال أشهر الشتاء الذروة، من خلال توفير مجموعة متنوعة من الخدمات والمساحات المخصصة التي تلبي تدفق السياح. كانت جهود البلدية أساسية في تسهيل العمليات بسلاسة وضمان قدرة الحدائق على استيعاب العدد المتزايد من الزوار، مع الحفاظ على جودة الخدمة العالية التي يتوقعها السياح والسكان المحليون. هذه الحدائق، بمساحاتها المفتوحة ومرافقها المتطورة، أصبحت مواقع رئيسية للاسترخاء والتجمعات الاجتماعية واستكشاف ثقافة المنطقة.
على وجه الخصوص، شارك محمد المزني، مالك حديقة ديرة الليل، مع وكالة الأنباء السعودية (واس) أن عدد الزوار يستمر في الارتفاع عامًا بعد عام، خاصة خلال أشهر الشتاء عندما تتوافد العائلات والسياح إلى المنطقة للأنشطة السياحية الشتوية. تكمن جاذبية هذه الحدائق ليس فقط في جمالها الطبيعي ومناخها اللطيف، بل أيضًا في تنوع الأنشطة التي تناسب مجموعة واسعة من الاهتمامات. يجذب الزوار إلى الحديقة كل من الأنشطة الترفيهية والتجارب الثقافية، مثل العروض الغذائية المتنوعة والمناظر الطبيعية الخلابة التي تشتهر بها المنطقة.
هذا العام، يستضيف منتزه ديرة الليلي معرضًا ثقافيًا خاصًا يحتفي بفن القط العسيري، وهو شكل تقليدي من زخرفة الجدران الداخلية الفريدة من نوعها في منطقة عسير. المعرض، الذي تم إعداده كمسار في جميع أنحاء الحديقة، يتيح للزوار فرصة التفاعل والتعرف أكثر على هذا الفن التقليدي الذي يعود تاريخه إلى قرون، والذي يتم إنشاؤه تقليديًا بواسطة النساء ويشتهر بأنماطه الهندسية الزاهية وألوانه الجريئة. تعد المعرض تجربة ثقافية غامرة، حيث يتيح لكل من عشاق الفن والزوار العاديين استكشاف التراث الثقافي العميق للمنطقة أثناء الاستمتاع بالأجواء الخلابة للحديقة.
الجهود المستمرة لدمج السياحة مع التعليم الثقافي جعلت هذه الحدائق أكثر جاذبية للزوار من جميع الخلفيات. لا توفر هذه الحدائق فحسب استراحة من صخب الحياة اليومية، بل تعمل أيضًا كأماكن للاحتفال والحفاظ على التقاليد الغنية للمنطقة. تؤكد الشعبية المتزايدة للحدائق في منطقة عسير الاتجاه المتزايد للسياحة الثقافية والبيئية في المملكة العربية السعودية، حيث يسعى الزوار إلى تجارب ذات مغزى تربطهم بالتقاليد المحلية والجمال الطبيعي للمملكة.
مع استمرار اكتساب السياحة الشتوية الزخم في منطقة عسير، من المتوقع أن تقوم السلطات البلدية بتوسيع وتحسين خدماتها بشكل أكبر، مما يجعل المنطقة وجهة أكثر جاذبية للسياح الذين يبحثون عن الاسترخاء والإثراء الثقافي.