السياحيد، 27 ديسمبر 2024 – استضافت مؤسسة الملك عبد العزيز للبحوث والمحفوظات (دارة) جلستين حواريتين مثيرتين للتفكير وجذابتين أمس، بالتزامن مع مهرجان الملك عبد العزيز للإبل في السياحيد، الواقع شمال شرق الرياض. كانت الجلسات تهدف إلى تعزيز مكانة الجمل كرمز مركزي للتراث الثقافي السعودي وتعزيز مكانة المملكة كمركز عالمي للحفاظ على التقاليد الثقافية والاحتفاء بها.
إحدى الجلسات الرئيسية كانت تركز على العلاقة العميقة والدائمة بين الإبل والبشر، مع التركيز على كيفية تشكيل هذه الرابطة لتاريخ وحياة العرب اليومية. سلط النقاش الضوء على الدور الحاسم الذي لعبته الإبل في المنطقة لقرون، ليس فقط كحيوانات أساسية للنقل والبقاء في البيئة الصحراوية القاسية، بل أيضًا كرمز ثقافي مهم. الجمال، التي تُعرف غالبًا بـ "سفن الصحراء"، قد تم الاحتفاء بها في أشكال مختلفة من الفولكلور العربي، حيث تم نسج صفاتها في الأمثال والحكايات وحتى الحكمة التقليدية التي تُنقل عبر الأجيال.
استكشفت الجلسة الثانية العلاقة العميقة بين الجمال والتراث اللغوي والأدبي للعالم العربي. انخرط العلماء والخبراء في مناقشة حيوية حول كيفية تمثيل الجمال في الشعر والأدب العربي، مؤكدين على دورها كرموز للصمود والمرونة والجمال. لطالما كانت الجمال شخصية مركزية في الشعر العربي، تلهم الشعراء لقرون وتظهر في الاستعارات التي تثير قوتها ورشاقتها ومكانتها. قدم هذا الحوار رؤى قيمة حول كيفية تشكيل الجمال ليس فقط للثقافة المادية للمنطقة ولكن أيضًا للغتها وتعبيرها الفني.
من خلال هذه الجلسات، تهدف دارة إلى تسليط الضوء على الأهمية التاريخية والثقافية للجمال، مؤكدًا مكانتها كعنصر مركزي في الهوية الثقافية للمملكة، ومشددًا على الأهمية الأوسع للحفاظ على هذا التراث للأجيال القادمة. يستمر مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل في كونه حدثًا محوريًا لعرض الدور الحيوي الذي تلعبه الإبل في السرد الثقافي الغني للمملكة العربية السعودية.