جدة، 17 يناير 2025 – أطلقت جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست) دراسة بحثية رائدة تهدف إلى تحويل تقنيات تصنيع الأسمنت في المملكة العربية السعودية. تركز هذه المبادرة الرائدة من نوعها على تطوير طرق لتقليل واحتجاز انبعاثات الكربون، مما يضع صناعة الأسمنت في المملكة كقائد في الممارسات المستدامة.
الدراسة، التي هي جزء من مبادرة الأسمنت المستقبلية (FCI) الأوسع نطاقًا في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (KAUST)، تستهدف عملية إنتاج الأسمنت، وخاصة تكليس الحجر الجيري، وهي خطوة حاسمة تتطلب تقليديًا مدخلات طاقة كبيرة وتؤدي إلى انبعاثات كربونية عالية. من خلال استكشاف طرق لتحسين وابتكار هذه العمليات، تهدف الأبحاث إلى تطوير استراتيجيات ستقلل بشكل كبير من البصمة الكربونية لإنتاج الأسمنت، وهو أحد أكثر الصناعات استهلاكًا للطاقة على مستوى العالم.
تتوافق جهود جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية مع رؤية المملكة 2030 وهدفها الطموح لتحقيق اقتصاد محايد للكربون بحلول عام 2060. يجمع مركز الابتكار في الأسمنت (FCI) بين أصحاب المصلحة الرئيسيين، بما في ذلك جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (KAUST) نفسها، ووزارة الصناعة والثروة المعدنية، واللجنة الوطنية لشركات الأسمنت. يعمل هؤلاء الشركاء المؤسسون بشكل تعاوني لتحديد وتنفيذ الحلول المستدامة عبر قطاع تصنيع الأسمنت، مما يضمن مساهمة الصناعة في الأهداف البيئية والاقتصادية الأوسع للمملكة.
الشراكة بين جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، ووزارة الصناعة والثروة المعدنية، ومصنعي الأسمنت، والمستخدمين النهائيين ستسهل تطوير واختبار البرامج التجريبية، التي ستركز على تقليل الانبعاثات، وتعزيز كفاءة تقنيات الإنتاج، ودفع التغييرات على مستوى الصناعة. بالإضافة إلى ذلك، ستعزز المبادرة التواصل والتعاون بين أصحاب المصلحة المحليين والدوليين، مما يمكّن من تبادل المعرفة وأفضل الممارسات. جانب رئيسي من المبادرة هو التركيز على تطوير رأس المال البشري داخل قطاع تصنيع الأسمنت، مما يضمن أن تكون القوى العاملة مجهزة بالمهارات والمعرفة اللازمة لدفع الابتكار والاستدامة.
شهد القطاع الصناعي في المملكة العربية السعودية زيادة ملحوظة بنسبة 60% في المشاريع في السنوات الأخيرة، مما يبرز التزام البلاد بتنويع اقتصادها وتعزيز مكانتها كقائد صناعي عالمي. يبقى الأسمنت مكونًا حيويًا للعديد من هذه المشاريع، من البنية التحتية إلى البناء. من خلال التركيز على أساليب التصنيع المستدامة، فإن مبادرة الأسمنت المستقبلية على وشك تعزيز القدرة التنافسية الاقتصادية للمملكة مع تقليل تأثيرها البيئي.
لا تضع هذه المبادرة المملكة العربية السعودية في طليعة الابتكار في صناعة الأسمنت فحسب، بل تبرز أيضًا النهج الاستباقي للمملكة في مواجهة تغير المناخ. بينما تقوم FCI بتطوير تقنيات فعالة من حيث التكلفة وصديقة للبيئة لإنتاج الأسمنت، ستلعب دورًا محوريًا في تشكيل مستقبل مستدام لكل من الاقتصاد المحلي وصناعة الأسمنت العالمية. من خلال الاستفادة من الأبحاث المتطورة وتعزيز الشراكات التعاونية، تضع قيادة جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست) في هذا المجال معايير جديدة للممارسات الصناعية المستدامة في المملكة.
مبادرة الأسمنت المستقبلية هي خطوة مهمة نحو تحقيق مستقبل خالٍ من الكربون في المملكة العربية السعودية، حيث توفر خارطة طريق للنمو المستدام في واحدة من أكثر الصناعات كثافة في الكربون في العالم. بينما تواصل المملكة الاستثمار في الأبحاث والتطوير الرائدة، فإن صناعتها للأسمنت مستعدة لتكون قدوة، مظهرة كيف يمكن للابتكار والاستدامة أن يسيرا جنبًا إلى جنب لخلق مستقبل أكثر ازدهارًا ومسؤولية بيئية.