جدة، 16 ديسمبر 2024 – تستضيف مدينة جدة النابضة بالحياة حالياً أحد أهم الفعاليات الثقافية في المنطقة، النسخة الثالثة من معرض جدة للكتاب. هذا الحدث المرموق، الذي يُقام من 12 إلى 21 ديسمبر، يُعقد في الصالة الفائقة بجدة تحت شعار "جدة تقرأ". وقد أصبح بسرعة نقطة محورية للتبادلات الأدبية والثقافية، وجذب الزوار من جميع أنحاء العالم.
يتميز المعرض بعرض رائع لأكثر من 1000 دار نشر من 22 دولة، جميعها في 450 جناحًا. تتيح هذه المشاركة الواسعة للحضور استكشاف مجموعة من الإبداع والمعرفة والأدب من وجهات نظر عالمية متنوعة. يوفر الحدث منصة فريدة للمؤلفين والناشرين والمفكرين الإقليميين والدوليين للتجمع وتبادل الأفكار ومشاركة أعمالهم مع جمهور متعطش.
في قلب معرض جدة للكتاب يكمن برنامجه الثقافي الواسع، الذي يشكل جوهر المعرض الفكري والفني. يتم تنظيم أكثر من 100 فعالية على مدار فترة المعرض، بمشاركة 170 شخصية أدبية وفكرية بارزة. تشمل هذه الفعاليات مجموعة متنوعة من الأنشطة مثل الندوات الثقافية، وجلسات الحوار التي تثير التفكير، وورش العمل العملية، وأمسيات الشعر التي تتيح تفاعلات حيوية وتأملات حول مستقبل الأدب والمعرفة.
يبرز قسم مخصص في المعرض أيضًا أحدث الإصدارات السعودية، ويقدمها بأسعار مخفضة لتشجيع الزوار على الانغماس في القراءة والأدب. هذا التركيز على تعزيز المؤلفين المحليين والمطبوعات يبرز التزام المملكة برعاية تراثها الثقافي وتعزيز ارتباط أعمق بين الناس وتقاليدهم الأدبية.
ومع ذلك، يتجاوز المعرض تركيزه التقليدي على الكتب المطبوعة. كجزء من رؤية المملكة 2030، التي تهدف إلى تبني التحول الرقمي عبر مختلف القطاعات، يسلط معرض جدة للكتاب الضوء أيضًا على النشر الرقمي والكتب الإلكترونية، ويقدم منصات قراءة تفاعلية للجمهور العصري المتمرس في التكنولوجيا. هذا الدمج للعالم الرقمي في التجربة الثقافية يعزز مكانة المعرض كحدث رائد يلبي احتياجات القراء ومنشئي المحتوى المتطورة في عصرنا الحالي.
معرض جدة للكتاب ليس مجرد منصة للكتب والنقاش الأدبي، بل هو أيضًا شهادة على التزام المملكة العربية السعودية بإثراء مشهدها الثقافي. من خلال تعزيز مجتمع قائم على المعرفة، يساهم المعرض بشكل كبير في الأهداف الأوسع للمملكة في تعزيز التعليم والإبداع والحوار الفكري. إنه احتفال بالأدب التقليدي والمعاصر، وانعكاس لمكانة جدة كمركز ثقافي ديناميكي في المنطقة.
نسخة هذا العام من معرض جدة للكتاب هي أكثر من مجرد معرض؛ إنها تمثل تجمعًا ملهمًا يشكل مستقبل الأدب والانخراط الفكري. يوفر منصة أساسية للمؤلفين والمفكرين والقراء والقادة الثقافيين للتواصل، بينما يلهم الأجيال القادمة ويعزز مكانة جدة كمركز ثقافي للشرق الأوسط وما بعده.