حائل، 13 يناير 2025 – نجح مهرجان الحرف اليدوية (حرفا)، الذي نظمته إمارة منطقة حائل، في جمع الحرفيين من مختلف محافظات المنطقة، مما وفر لهم منصة ديناميكية لعرض مهاراتهم المتنوعة وإبداعهم الفني. المهرجان، الذي يهدف إلى توعية الجمهور بالتقاليد الغنية والحرف اليدوية في المنطقة، أصبح حدثًا مميزًا لكل من السكان المحليين والسياح، حيث يوفر للزوار فرصة تقدير وشراء المنتجات اليدوية التي تمثل الجوهر الثقافي لمنطقة حائل.
في قلب عروض المهرجان تكمن المساهمات الرائعة من الحرفيات، اللاتي أظهرن خبرتهن من خلال التطريز المعقد للنقوش الثمودية وابتكار العباءات النسائية النادرة المزينة بالحجارة. تقدم هذه التصاميم المعقدة، المتجذرة بعمق في التراث الأثري لمنطقة حائل، لمحة عن الماضي بينما تعرض المواهب المستمرة للنساء المحليّات. تجسد حرفتهم ارتباط المنطقة بتاريخها القديم، حيث تمزج بين الفن والفخر الثقافي.
المهرجان ليس مجرد احتفال بحرف النساء، بل هو أيضًا تكريم للتراث الثقافي المتنوع لمنطقة حائل. يتضمن عروضًا حية للحرف التقليدية، مثل بناء الطوب الطيني، وصناعة السلال، وصنع الحبال، والنجارة، والنسيج، وإنتاج مبخرة البخور، ونحت الحجر. كل عرض يروي قصة حرفة عريقة تم تناقلها عبر الأجيال، مما يمنح الزوار فهماً أعمق لتقاليد المنطقة الريفية والتقنيات الحرفية. لم تكن هذه الحرف ضرورية فقط لحياة الناس اليومية في حائل، بل هي أيضًا شهادة على براعتهم ومواردهم.
أحد المعالم البارزة في المهرجان كان مشاركة محافظة السليمي، التي حظيت باهتمام كبير من الحضور. كان جناح المحافظة عرضًا حقيقيًا للحرف التقليدية، بما في ذلك المنسوجات المحاكة والمطرزة يدويًا، والحرف اليدوية، والخيام التقليدية. من بين المعروضات كانت هناك نماذج مصغرة للمنازل المحلية وأثاثها، بالإضافة إلى نسخ طبق الأصل من المساكن الطينية، مما قدم تمثيلاً بصرياً للهندسة المعمارية التقليدية في نجد. تضمن الجناح أيضًا مجموعة من القطع الأثرية التاريخية، بما في ذلك قطع نادرة رسمت صورة حية لتطور الثقافة في المنطقة.
في هذه الأثناء، أسرت محافظة سميرة الزوار بمعرضها للأسلحة التقليدية، بما في ذلك الخناجر والسيوف، كل منها مزين بالأحجار الكريمة ويظهر التاريخ العميق للحرف اليدوية في المنطقة. شمل العرض أيضًا مجموعة رائعة من المنسوجات الصوفية المحبوكة يدويًا، حيث كانت كل قطعة تعرض أنماط النسج المميزة للمنطقة. هذه المنسوجات، التي تُستخدم غالبًا في الملابس التقليدية، تحمل قيمة وظيفية وجمالية، وتعكس التاريخ الغني للحرف اليدوية التي تم تمريرها عبر الأجيال.
خلال المهرجان، قدمت الأجنحة المخصصة للمحافظة نظرة شاملة على العروض الفنية والثقافية للمنطقة. الحدث هو احتفال كبير بحرفية منطقة حائل المتنوعة ويعمل كمنصة لترويج الحرفيين المحليين والحفاظ على تراث المنطقة. كان لدى الزوار الفرصة لاستكشاف وشراء قطع فريدة ومصنوعة يدويًا غنية بالتاريخ والإبداع، مما يساهم في الحفاظ على التراث الثقافي للمنطقة.
يستمر مهرجان حرفا في كونه نقطة محورية للتبادل الثقافي، حيث يقدم تجربة لا تقدر بثمن للزوار لتقدير التنوع الفني في منطقة حائل. من خلال برنامجه النابض بالحياة من الأنشطة وورش العمل والمعارض، يسلط المهرجان الضوء على المواهب الكبيرة للحرفيين المحليين، مما يضمن الاحتفال المستمر والحفاظ على التراث الثقافي الغني الذي يميز المنطقة.
