حائل، 13 يناير 2025 – اختتم مهرجان الحرف اليدوية الأول (هرفا 2025) في حائل في 11 يناير 2025، مسجلاً نجاحاً باهراً حيث جذب 91,000 زائر من جميع أنحاء العالم. عُقد المهرجان في قصر القشلة التاريخي، ولم يكن مجرد احتفال بالتراث الثقافي الغني للمنطقة فحسب، بل كان أيضًا جزءًا أساسيًا من إطلاق "عام الحرف اليدوية 2025" في المملكة العربية السعودية. كان هذا الحدث البارز عرضًا استثنائيًا للحرف اليدوية المحلية ومعلمًا ثقافيًا مهمًا لمدينة حائل، حيث جذب زوارًا محليين ودوليين، مع قدوم السياح من أوروبا وأمريكا وآسيا ومنطقة الخليج ومناطق مختلفة من المملكة العربية السعودية.
خدم المهرجان كمنصة لتسليط الضوء على تقاليد الحرف اليدوية النابضة بالحياة في حائل، التي تم تناقلها عبر الأجيال وتستمر في الازدهار في المنطقة اليوم. حظي الحضور بفرصة لاستكشاف مجموعة واسعة من الحرف التقليدية، بما في ذلك الحرف السعفية، النجارة، النسج، صناعة مبخرة البخور، الفخار، وبناء الطين، والتي تُظهر جميعها المهارة الحرفية والابتكار في المنطقة. من بين العديد من المعروضات، أعجب الزوار بشكل خاص بالعروض المذهلة لنقش الخشب، والتطريز المعقد، وتفريغ الصوف، والسلع الجلدية، بالإضافة إلى الخناجر والسيوف، التي تتميز بأساليب وزخارف حائلية مميزة. كان من أبرز معالم المهرجان عرض النقوش الثمودية، إلى جانب النقوش الفنية على الحجر، والأباريق المزخرفة، والأشياء اليومية مثل الحبال والنوافذ، التي تعكس معًا الجذور الثقافية العميقة والتاريخ الغني للمنطقة.
ميزة بارزة في المهرجان كانت مشاركة أكثر من 130 حرفيًا وحرفية، الذين عرضوا مهاراتهم من خلال جلسات حرفة حية ودورات تدريبية تفاعلية تهدف إلى نقل خبراتهم إلى الأجيال الشابة. تمت إضافة هذه الأنشطة العملية إلى مجموعة من البرامج التوعوية التي نظمتها مؤسسات محلية بارزة، بما في ذلك هيئة تطوير منطقة حائل، والهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، ووزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية. أكدت هذه البرامج على الأهمية الاقتصادية والثقافية للحرف اليدوية في المملكة العربية السعودية، مشددة على الدور الحيوي الذي تلعبه السلطات المحلية في دعم وتسويق والحفاظ على صناعة الحرف اليدوية للأجيال القادمة.
بالإضافة إلى العروض الحية ونشاطات تبادل المهارات، احتفل المهرجان أيضًا بالتراث الثقافي لحائل من خلال عروض الفولكلور الفني التي أحيت تقاليد المنطقة الغنية. كما استمتع الزوار بعروض للسيارات القديمة وجو مستوحى من التراث شمل المطاعم والمقاهي المحلية التي تقدم الأطعمة التقليدية. هذا الدمج بين الاحتفال الثقافي والمشاركة المجتمعية ساهم في الأجواء الاحتفالية التي جعلت الحدث تعليميًا وترفيهيًا لجميع الحضور.
تم تنظيم مهرجان HARFA 2025 بفضل جهود أكثر من 100 متطوع، الذين ساهمت جهودهم وتفانيهم في ضمان سير الحدث بسلاسة. كان مساهمتهم أساسية في خلق بيئة شاملة ومرحبة، حيث يمكن للناس من جميع مناحي الحياة أن يجتمعوا للاستمتاع بالأنشطة المتنوعة والتعرف على أهمية الحفاظ على الحرف التقليدية وتعزيزها.
كونه الأول من نوعه، عزز مهرجان حرفا مكانته كوجهة ثقافية رائدة في المملكة العربية السعودية. من خلال دمج الإبداع والتقاليد وروح المجتمع، لم يحتفل المهرجان فقط بحرفية حائل، بل أصبح أيضًا حدثًا رئيسيًا في جهود المملكة الأوسع لتعزيز الحفاظ على تراثها الثقافي. بفضل مزيجها من التعبير الفني والمبادرات التعليمية والمشاركة المجتمعية، فقد مهدت المهرجان بلا شك الطريق للإصدارات المستقبلية للاستمرار في عرض حيوية وتنوع التقاليد الحرفية الغنية في المملكة العربية السعودية.
