تيرانا، 21 ديسمبر 2024 – احتفلت سفارة المملكة العربية السعودية في تيرانا باليوم العالمي للغة العربية بفعالية مميزة تحت شعار "اللغة العربية والذكاء الاصطناعي". الحدث، الذي أقيم في السفارة، جمع جمهورًا متنوعًا من السفراء العرب والدبلوماسيين والمثقفين وأعضاء البرلمان الألباني وممثلي وسائل الإعلام، مما يعكس الاعتراف العالمي المتزايد بالعربية كلغة للثقافة والمعرفة والابتكار التكنولوجي.
أكدت الاحتفالية على أهمية اللغة العربية في العصر الحديث، لا سيما فيما يتعلق بدورها المتطور في الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الرقمية. كما سلط الحدث الضوء على الجهود المستمرة للمملكة العربية السعودية لتعزيز التبادل الثقافي وتقدم اللغة العربية على مستوى العالم. كجزء من الاحتفال، تم توقيع مذكرة تفاهم هامة بين وكالة كلمات للنشر والترجمة، وهي كيان رائد في عالم النشر العربي، ومعهد ألبانيا للدراسات الدولية. تهدف هذه الشراكة إلى تعزيز الروابط الثقافية بين المملكة العربية السعودية وألبانيا، مع التركيز على ترجمة ونشر الأدب العربي، والأبحاث، والأعمال الأكاديمية، بالإضافة إلى تعزيز المشاريع التعاونية التي تسد الفجوات الثقافية واللغوية.
في كلمته، أكد السفير السعودي في ألبانيا على الأهمية المزدوجة للغة العربية كلغة حية لأكثر من 400 مليون شخص حول العالم وعنصر رئيسي في تطوير الذكاء الاصطناعي. مع تزايد تأثير تقنيات الذكاء الاصطناعي على الصناعات العالمية، يُنظر إلى دمج اللغة العربية في هذا المجال كخطوة أساسية لضمان عدم تخلف الناطقين بالعربية عن الركب في المشهد الرقمي المتقدم بسرعة. كما أكد السفير التزام المملكة العربية السعودية بتعزيز الحوار والتعاون بين الثقافات، مشيرًا إلى أن اللغة العربية، كلغة للعلم والعلماء، تحمل إمكانات هائلة في الحوار العالمي حول الذكاء الاصطناعي والتطور التكنولوجي.
كان احتفال السفارة باليوم العالمي للغة العربية فرصة ليس فقط للاحتفال بالتراث اللغوي للعربية ولكن أيضًا لتسليط الضوء على أهميتها في الخطاب التكنولوجي والعلمي المعاصر. يشكل هذا الحدث جزءًا من المبادرة الأوسع للمملكة العربية السعودية لوضع اللغة العربية كجزء لا يتجزأ من الاقتصاد المعرفي العالمي، بما يتماشى مع أهداف رؤية المملكة 2030 لتعزيز التبادل الثقافي، وتشجيع الابتكار، ودعم تطوير التقنيات المتقدمة.
توقيع مذكرة التفاهم بين دار كلمات للنشر والمعهد الألباني للدراسات الدولية يمثل علامة بارزة في تعزيز العلاقات الثقافية بين المملكة العربية السعودية وألبانيا. من خلال مبادرات مثل هذه، تواصل السفارة لعب دور محوري في تعزيز الثقافة السعودية واللغة العربية، بينما تساهم في خلق بيئة من التعاون الفكري والثقافي الذي يتجاوز الحدود.
بينما ينظر العالم بشكل متزايد إلى الذكاء الاصطناعي كأداة تحويلية للتقدم المجتمعي، تظل دور اللغة العربية في هذا السياق حيوياً. احتفال المملكة العربية السعودية باليوم العالمي للغة العربية في تيرانا يذكّر بأهمية الحفاظ على التراث اللغوي مع احتضان مستقبل الابتكار الرقمي، مما يضمن استمرار ازدهار اللغة العربية في عصر يتسم بالتقدم التكنولوجي.