مكة، 26 ديسمبر 2024 – قاد رئيس مجلس الشعب الاستشاري الإندونيسي، أحمد مزاني، وفداً رسمياً إلى مقر رابطة العالم الإسلامي في مكة، حيث استقبله الأمين العام للرابطة ورئيس منظمة علماء المسلمين، الشيخ الدكتور محمد العيسى، بحفاوة.
خلال الزيارة، نقل مزاني تحيات قلبية من الرئيس الإندونيسي برابوو سوبيانتو وأعرب عن تقديره العميق للجهود المستمرة لرابطة العالم الإسلامي في تعزيز القيم الأساسية للإسلام—السلام، التسامح، والتفاهم المتبادل—على نطاق عالمي. أشاد مزاني بمبادرات رابطة العالم الإسلامي التي نجحت في سد الفجوات الثقافية والدينية، وتعزيز الحوار البناء وعرض الرسالة الحقيقية للإسلام للعالم. وأكد على الدور المحوري للرابطة في تبديد المفاهيم الخاطئة عن الإسلام وتقديمه كدين للسلام والرحمة.
كجزء من مهمته الدبلوماسية، وجه مزاني دعوة رسمية إلى الشيخ الدكتور محمد العيسى لزيارة إندونيسيا، مؤكدًا على الروابط المتنامية بين الدولتين والالتزام المشترك لتعزيز السلام والوحدة والحوار بين الأديان. كما أكد المتحدث دعم إندونيسيا الكامل لمبادرة رابطة العالم الإسلامي الطموحة لإنشاء فرع للمعرض الدولي ومتحف السيرة النبوية والحضارة الإسلامية في إندونيسيا. هذا المشروع، الذي يهدف إلى عرض التاريخ الغني للحضارة الإسلامية، من المتوقع أن يصبح منصة رئيسية للتبادل الثقافي والتفاهم.
في كلمته، أعرب الشيخ الدكتور العيسى عن شكر رابطة العالم الإسلامي للدعم الذي قدمته إندونيسيا وقيادتها. وأكد أن الرابطة تشرف بحمل الرسالة النبيلة للإسلام، مشددًا على مبادئها الأساسية المتمثلة في الرحمة والتعاطف والتعايش السلمي. كما تناول العيسى الدور الرائد للإسلام في مكافحة الكراهية والعنصرية والفكرة الخاطئة عن "صراع الحضارات"، التي تسعى غالبًا إلى تصوير الإسلام على أنه في صراع مع بقية العالم.
جزء كبير من الاجتماع كان مخصصًا لمناقشة ميثاق مكة، وهو وثيقة تاريخية وقعها علماء دين إسلاميون بارزون ومفتون كبار من جميع أنحاء العالم الإسلامي. تدعو الوثيقة إلى وحدة المسلمين، بغض النظر عن الاختلافات الطائفية، وتعزز التعايش السلمي واحترام كرامة الإنسان. تم تقديم هذا الوثيقة الرائدة إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وقد حصلت على تأييد منظمة التعاون الإسلامي. (OIC). ميثاق مكة هو شهادة على التزام العالم الإسلامي بالسلام والتناغم العالمي، متجاوزًا الانقسامات الطائفية ومروجًا لرؤية شاملة للإسلام للأجيال القادمة.
تعكس المناقشات التي جرت خلال هذا الاجتماع رفيع المستوى التعاون المتزايد بين إندونيسيا ورابطة العالم الإسلامي، حيث يسعى الطرفان إلى تعزيز القيم المشتركة للسلام والوحدة والاحترام المتبادل. تعد هذه الشراكة باستمرار تعزيز قضية الفهم العالمي والتضامن بين الثقافات والمجتمعات المتنوعة في العالم الإسلامي وما وراءه.